أ.د / صفاء شحاتة
يمثل المعلم عاملاً أساسياً في العملية التعليمية، فهو المسئول عن تنفيذ المناهج الدراسية وطرائق تدريسها، وتهيئة بيئة تعليمية وتعلمية لتحقيق نواتج التعلم، كما أنه يسهم بدرجة كبيرة فى توطيد علاقة أولياء الأمور المجتمع المحلى بالمدرسة، وذلك بما ينعكس على تطوير جودة المنتج التعليمي طبقا للمواصفات التي يتطلبها المجتمع، لذا تقاس درجة الأهمية التي توليها الدولة للمنظومة التعليمية بمقدار اهتمامها بالمعلم.
ويحفل العالم اليوم بالعديد من التحولات والتغيرات السريعة والمتلاحقة فى شتى ميادين الحياة؛ مما يضع تحديات لا حد لها أمام العديد من المجتمعات على الصعيد العالمى، والإقليمى، والمحلى. وتتمثل أهم هذه التحديات فى: النظام العالمى الجديد، والثورة العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية، والثورة الديمقراطية، والتكتلات الاقتصادية والاحتكارات الدولية.. ومن ثم يُعَدُّ هذا العصر هو عصر التحديات الكبرى التى لا سبيل لمواجهتها إلا بتكوين رأس مال بشرى، يمتلك المعارف والمهارات والاتجاهات التى تتماشى مع هذا العصر، ويمتلك القدرة على النمو والترقى والتقدم، بصفة دائمة؛ حتى يتمكن من المساهمة فى تقدم مجتمعه ورقيه. وثمّة اتفاقٌ على أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال نظام تعليمى عالٍى الجودة، ويتماشى مع المعايير المتعارف عليها إقليميًّا وعالميًّا.
ولما كان المعلم هو العنصر الأكثر تأثيرا فى تحقيق أهداف النظام التعليمى؛ فقد تضاعف الاهتمام بتوكيد جودة معاهد وكليات إعداد المعلم فى الآونة الأخيرة إيمانا من الجميع-شعوبًا وحكومات- بأن كليات التربية هى العصب الذى سوف تعتمد عليه فى إعداد المعلمين الذين يقع على عاتقهم تربية وتعليم النشء الذين يعتبروا المفتاح الأساسى لتحقيق التنمية المجتمعية، ودخول ميدان المنافسة العالمية.
ويدعم أهمية تطوير نظم وبرامج إعداد المعلم ما أسفرت عنه نتائج الدراسات السابقة من وجود علاقة ارتباطية موجبة بين مستوى أداء المعلم ومستوى أداء طلابه، فقد أشارت هذه الدراسات إلى أنه إذا تساوت الظروف فى كل المتغيرات ذات الأثر فى نواتج التعلم، وأخذ نظام المعلم بوصفه المتغير المستقل الوحيد، فإنه يبدو أن نوعية المعلم تمثل متغيرا فاعلا وحاكما فى هذه النواتج، الأمر الذى يشير إلى امكانية اتخاذ إعداد المعلم مدخلا لتطوير التعليم وضمان جودته.
أ.د. صفاء شحاتة